المهدي عليه السلام






بِـــسْـــمـِ الــلّــهِ الــرَّحْــمــن الــرَّحِــيــمْـ





نسب آمير المؤمنين المهدي و مولده :



أما المهدي: عند أهل السُّنَّة فهو رجل تلده النساء وتربيه الرجال ويعيش حياته بين الناس، لا في الكهوف -

كما تدّعي الشيعة في مهديهم ولا يعرفون متى يخرج، وأبشرهم أنه لن يفعل، وهو ان عصره وجيله وإنّما هو إمام وخليفة من خلفاء المسلمين الذين يقومون بالقسط بين الناس. والذي يميّز محمد بن عبد الله المهدي عن غيره من الخلفاء المهديين هو التقاؤه مع عيسى بن مريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأن نبي الله عيسى يصلي خلفه، وأن الله يصلحه في ليلة، وأنه يملؤها عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً، وأنه على يديه يكون فتح رومية.

عن أم سلمة، رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: {المهدي من عترتي، من ولد فاطمة رضي الله عنها}. أخرجه الإمام داود سليمان بن الأشعث السجستاني، في سننه، والإمام أبو عبد الرحمن النسائي، في سننه، والإمام الحافظ أبو بكر البيهقي، والإمام أبو عمرو الداني، رضي الله عنهم.

وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، قال: المهدي مولده بالمدينة، من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم واسمه اسم نبي، ومهاجره بيت المقدس، كث اللحية، أكحل العينين، براق الثنايا، في وجهه خال، أقنى أجلى في كتفه علامة النبي يخرج براية النبي صلى الله عليه وسلم من مرط مخملة سوداء مربعة فيها حجر، لم تنشر منذ توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تنشر حتى يخرج المهدي، يمده الله بثلاثة آلاف من الملائكة، يضربون وجوه من خالفه وأدبارهم، يبعث وهو ما بين الثلاثين إلى الأربعين. أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن.

وعن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لا تقوم الساعة حتى تملأ الأرض ظلماً وعدواناً، ثم يخرج من عترتي، أو من أهل بيتي، من يملأها قسطاً وعدلاً، كما ملئت ظلماً وعدواناً}.أخرجه الإمام أحمد بن حنبل، في مسنده.

وعن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {تملأ الأرضُ ظلماً وجوراً، فيقومُ رجلٌ من عترتي، فيملأُها قسطاً وعدلاً، يملك سبعاً أو تسعاً}. أخرجه الحافظ أبو نعيم، في صفة المهدي هكذا. وأخرجه الحافظ أبو بكر البيهقي، وقال: {من عترتي، يملك تسعاً أو سبعاً، فيملأُها قسطاً وعدلاً}.

وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوفعوف، عن أبيه رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ليبعثن الله من عترتي رجلاً أفرق الثنايا أجلى الجبهة، يملأ الأرض عدلاً، ويفيض المال فيضا}. أخرجه الحافظ أبو نعيم، في عواليه، وفي صفة المهدي.

وعن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {هو رجلٌ من عترتي، يقاتلُ على سنتي كما قاتلتُ أنا على الوحي}. أخرجه الإمام أبو عبد الله نعيم بن حماد.

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {يصيب الناس بلاءً شديدٌ حتى لا يجد الرجل ملجأً، فيبعث الله من عترتي أهل بيتي رجلاً، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت جوراً وظلماً، يحبه ساكن السماء وساكن الأرض، وترسل السماء قطرها، وتخرج الأرض نباتها لا تمسك منه شيئاً، يعيش في ذلك سبع سنين}. أخرجه الإمام أبو عمرو الداني، في سننه.

وعن حذيفة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {يلتفتُ المهديُّ، وقد نزل عيسى ابن مريم، كأنما يقطر من شعره الماء، فيقول المهدي: تقدم صل بالناس. فيقول عيسى: أما أقيمت الصلاة لك. فيصلي خلف رجل من ولدي} وذكر باقي الحديث. أخرجه الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، في معجمه، وأخرجه الحافظ أبو نعيم، في مناقب المهدي.

وعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لا تقوم الساعة حتى يخرج المهدي من ولدي، ولا يخرج المهدي حتى يخرج ستون كذاباً كلهم يقول: أنا نبي}.

وعن أمير المؤمنين علي عليه السلام، عن النبي صلى الله عليه وسلم: قال: {لو لم يبق من الدهر إلا يومٌ لبعث الله رجلاً من أهل بيتي، يملأها عدلاً كما ملئت جوراًراً}. أخرجه الإمام أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني، في سننه.



وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لو لم يبق من الدنيا إلا ليلة لملك فيها رجل من أهل بيتين}. أخرجه الحافظ أبو نعيم في صفة المهدي.

وعن قيس بن جابر الصدفي، عن أبيه، عن جده، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {سيكون بعدي خلفاءُ، ومن بعد الخفاء أمراء، ومن بعد الأمراء ملوك جبابرة، ثم يخرج المهدي من أهل بيتي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً، ثم يؤمر القحطاني فوالذي بعثني بالحق ما هو دونه}. رواه الحافظ أبو نعيم، في فوائده، وأخرجه الطبراني، في معجمه.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {لا تقوم الساعة حتى يملك رجل من أهل بيتين يفتح القسطنطينية وجبل الديلم}. أخرجه الحافظ أبو نعيم.

وعن عبد الله بن ع باس، رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ملك الأرض أربعة: مؤمنان وكافران، فالمؤمنان ذو القرنين وسليمان، والكافران نمرود وبخت نصر، وسيملكها خامس من أهل بيتي}. أخرجه أبو الفرج ابن الجوزي، في تاريخه.

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: {وهو قاعد في أصل منبر النبي صلى الله عليه وسلم وله حنين، قلت: ما يبكيك؟ قال: تذكرت النبي صلى الله عليه وسلم ومقعده على هذا المنبر، وقوله: "إن من أهل بيتي فتى يلي الأرض وقد ملئت ظلماً وجوراً، فيملأها قسطاً وعدلاً، يعيش هكذا" وأومأ بيده سبعاً أو تسعا}ً. أخرجه الإمام أبو عمرو عثمان بن سعيد المقري في سننه.

وعن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {يخرج رجلٌ من أهل بيتي، ويعمل بسنتي، وينزل الله له البركة من السماء، وتخرج له الأرض بركتها، وتملأ به عدلاً، كما ملئت ظلماً وجوراً، ويعمل على هذا الأمة سبع سنين، وينزل بيت المقدس}. أخرجه الإمام أبو عمرو الداني، في سننه, وأخرجه الحافظ أبو نعيم، في صفة المهدي.

وعن علي عليه السلام، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لبعث الله فيه رجلاً من أهل بيتي، يملأها عدلاً كما ملئت جوراً}. أخرجه الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي.

"المهدي من العباس عمي". كنز العمال للمتقي الهندي.

''يا عم النبي! إن الله تعالى ابتدأ الإسلام بي وسيختمه بغلام من ولدك، وهو الذي يتقدم عيسى ابن مريم.'' كنز العمال للمتقي الهندي.

'' يا عباس! إن الله تعالى بدأ بي هذا الأمر وسيختمه بغلام من ولدك يملؤها عدلا كما ملئت جورا، وهو الذي يصلي بعيسى عليه السلام.'' كنز العمال للمتقي الهندي.

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {المهديُ منا أهل البيت}. أخرجه أبو نعيم، في صفة المهدي.

وعن سعيد بن المسيب، رضي الله عنه قال: كنت عند أم سلمة رضي الله عنها فتذاكرنا المهدي، فقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: {المهدي من ولد فاطمة}. أخرجه الحافظ أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة القزويني، في سننه، ورواه الإمام أبو عمرو المقري، في سننه.

وعن علي بن الحسين عن أبيه عليهما السلام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة عليها السلام: {المهدي من ولدك}. أخرجه الحافظ أبو نعيم، في صفة المهدي.

وعن قتادة قال: قلت لسعيد بن المسيب: المهدي حق؟ قال: حق. قلت: ممن؟ قال: من كنانة. قلت: ثم ممن؟ قال: من قريش. قدم أحدهما على الآخر. قلت: ثم ممن؟ قال: من بني هاشم. قلت: ثم ممن؟ قال: من ولد فاطمة. أخرجه الإمام أبو عمرو عثمان بن سيعد المقري في سننه.

وعن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: {ذكرت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم المهدي، فقال: نعم، هو حق، وهو من ولد فاطمة، أو قال: من بني فاطمة، رضي الله عنها}. أخرجه الإمام أبو الحسين أحمد بن جعفر. المعروف بابن المنادي في كتاب الملاحم.

وعن قتادة قال: قلت لسعيد بن المسيب: أحق المهدي.؟ قال: نعم، هو حق.قلت: ممن هو؟ قال: من قريش. قلت: من أي قريش. قال: من بني هاشم. قلت: من أي بني هاشم؟ قال: من ولد عبد المطلب. قلت: من أي ولد عبد المطلب؟ قال: من أولاد فاطمة. قلت: من أي ولد فاطمة؟ قال: حسبك الآن.أخرجه الإمام أبو الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي. وأخرجه الإمام أبو عبد الله نعيم بن حماد.

وعن الأعمش عن أبي وائل، قال: نظر علي إلى الحسن عليهما السلام، فقال: إن ابني هذا سيد، كما سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم سيخرج من صلبه رجل باسم نبيكم، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.


وعن أبي إسحاق قال: قال علي عليه السلام، ونظر إلى ابنه الحسن، فقال: إن ابني هذا سيد، كما سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم، يشبهه في الخُلُق ولا يشبهه في الخَلْقِ يملأ الأرض عدلاً. أخرجه الإمام أبو داود، في سننه . والإمام أبو عيسى الترمذي، في جامعه. والإمام أبو عبد الرحمن النسائي في سننه.

وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، قال: {قلت يا رسول الله أمنا المهدي، أو من غيرنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بل منا، يختم الله به الدين، كما فتحه بنا"}، وذكر باقي الحديث. أخرجه جماعة من الحفاظ في كتبهم، منهم أبو القاسم الطبراني، وأبو نعيم الأصبهاني، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبو عبد الله نعيم بن حماد، وغيرهم.

وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة: {نبيناً خير الأنبياء وهو أبوك، وشهيدنا خير الشهداء وهو علم أبيك حمزة، ومنا من له جناحان يطير بهما في الجنة حيث شاء وهو ابن عم أبيك جعفر، ومنا سبطان هذه الأمة الحسن والحسين، وهما ابناك، ومنا المهدي}. أخرجه الحافظ أبو القاسم الطبراني في معجمه الصغير.

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {منا الذي يصلي عيسى ابن مريم خلفه}. أخرجه الحافظ أبو نعيم، في مناقب المهدي.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: المهدي منا، يدفعها إلى عيسى ابن مريم عليه السلام. أخرجه الإمام أبو عبد الله نعيم بن حماد.


نختصر نسب المهدي في الآتي :

من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.
من ولد الحسن بن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم,و في كونه من ولد الحسن سر لطيف وهو : أن الحسن رضي الله تعالى عنه ترك الخلافة لله فجعل الله من ولده من يقوم بالخلافة الحق المتضمن للعدل الذي يملأ الأرض وهذه سنة الله في عباده أنه من ترك لأجله شيئا أعطاه الله أو أعطى ذريته أفضل منه .
كناني، قرشي، هاشمي.
من بني عبد المطلب.
فاطمي.
من خير ناس نسباً وحسباً.
يولد ويعيش بالمدينة.
هو من أهل بيتين دليل على أن نسبه يلتقي في بني العباس وبني فاطمة رضي الله عنهما فهو فاطمي عباسي.


أسمه وكنيته:

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجلٌ من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي}.

وفي رواية: {لو لم يبق في الدنيا إلا يوم، لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلاً من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت ظلماً وجوراً}. أخرجه جماعة من أئمة الحديث في كتبهم، منهم الإمام أبو عيسى الترمذي، في جامعه، والإمام أبو داود، في سننه، والحافظ أبو بكر البيهقي. والشيخ أبو عمرو الداني، كلهم هكذا. وأخرجه الإمام أحمد بن حنبل الشيباني، في مسنده، وقال رجلاً مني، ولم يذكر اسم أبيه أسم أبي.

وعن عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لا تنقضي الأيام، ولا يذهب الدهر، حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي، اسمه يواطئ اسمي}. أخرجه الإمام أحمد في مسنده.

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لا تقوم الساعة حتى يلي الأرض رجل من أهل بيتي، اسمه كاسمي}. أخرجه الحافظ أبو بكر البيهقي.

وعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد، لبعث الله فيه رجلاً اسمه اسمي، وخُلْقُهُ خُلَقي، يكنى أبا عبد الله}. أخرجه الحافظ أبو نعيم، في صفة المهدي.

وروي من حديث أبي الحسن الربعي المالكي أتم من هذا، عن حذيفة أيضاً، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: {لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد، لبعث الله فيه رجلاً اسمه اسمي، وخلقه خلقي يكنى أبا عبد الله، يبايع له الناس بين الركن والمقام يرد الله به الدين، ويفتح له فتوح، فلا يبقى على وجه الأرض إلا من يقول: لا إله إلا الله}.


إذاً المهدي:

اسمه اسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، واسم أبيه اسم أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي محمد بن عبد الله.
وكنيته أبو عبد الله.
وقيل سُمي المهدي لأنه يهدي إلى أمر خفي ويهدي النصارى للإنجيل عند فتح روما ويهدي اليهود للتوراة عند فتح أنطاكية ولأنه يهدي المسلمين لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم.



المهدي: خَلْقه وخليته:

وأما صفته الخَلْقية وخليته، فقد بيَّنها رسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديثه الآتي:

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {المهدي مني؛ أجلى الجبهة، أقنى الأنف يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت ظلماً وجوراً، يملك سبع سنين}. أخرجه الإمام أبو داود، في سننه. والحافظ أبو عبد الرحمن النسائي، في سننه. والحافظ أبو بكر البيهقي، في البعث والنشور.

وعن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {المهدي منا أهل البيت، رجل من أمتي، أشم الأنف يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً}. أخرجه الحافظ أبو نعيم، في صفة المهدي.

وعن إبراهيم بن ميسرة، قال: قلت لطاووس: عمر بن عبد العزيز المهدي هو؟ قال: لا، إنه لم يستكمل العدل كله. أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد.

وعن حذيفة بن اليمان، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {المهدي رجل من ولدي، وجهه كالكوكب الدري؛ اللون عربي، والجسم جسم إسرائيلي، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً يرضي في خلافته أهل الأرض وأهل السماء، والطير في الجو، يملك عشرين سنة}. أخرجه الحافظ أبو نعيم، في مناقب المهدي. وأخرجه الحافظ أبو القاسم الطبراني في معجمه.

وعن أبي سلمة عن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ليبعثن الله رجلاً من عترتي، أفرق الثنايا، أجلى الجبهة، يملأ الأرض عدلاً، ويفيض المال فيضاً}. أخرجه الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في عواليه.

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لا تقوم الساعة حتى يملك رجل من أهل بيتي، أجلى أقنى، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت من قبله ظلماً، يكون سبع سنين}. أخرجه الإمام أحمد في مسنده. والحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن.

وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قصة السفياني وما يفعله من الفجور والقتل، فقال: {فعند ذلك ينادي منادٍ من السماء، يا أيها الناس، إن الله عز وجل قد قطع عنكم مدة الجبارين والمنافقين وأشياعهم. وولاكم خير أمة محمد صلى الله عليه وسلم فالحقوا به بمكة فإنه المهدي، واسمه أحمد بن عبد الله. قال حذيفة فقال عمران بن الحصين الخزاعي، فقال: يا رسول الله، كيف لنا بهذا، حتى نعرفه؟ قال: هو رجل من ولدي، كنه من رجال بني إسرائيل عليه عباءتان قطوانيتان، كأن وجهه الكوكب الدري في اللون، في خده الأيمن خال أسود، ابن أربعين سنة}. أخرجه الإمام أبو عمرو عثمان بن سعيد المقري، في سننه.


وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {سيكون بينكم وبين الروم أربع هدن، يوم الرابعة على يد رجل من آل هرقل، يدوم سبع سنين. فقال له رجل من عبد القيس، يقال له: المستورد بن جيلان: يا رسول الله من إمام الناس يومئذ؟. قال: المهدي من ولد، ابن أربعين سنة، كأن وجهه كوكب دري، في خده الأيمن خال أسود، عليه عباءتان قطوانيتان، كأنه من رجال بني إسرائيل، يستخرج الكنوز، ويفتح مدائن الشرك}. أخرجه الحافظ أبو نعيم، في صفة المهدي.



وعن جعفر بن يسار الشامي، قال يبلغ من رد المهدي المظالم حتى لو كان تحت ضرس إنسان شيء انتزعه حتى يرده.

وعن السفر بن رستم، عن أبيه، قال: المهدي رجل أزج أبلج أعين، يجيء من الحجاز، حتى يستوي على منبر دمشق. أخرجه أبو عبد الله نعيم بن حماد.

وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، قال المهدي مولده بالمدينة، من هل بيت النبي صلى الله عليه وسلم واسمه اسم نبي، ومهاجره بيت المقدس، كث اللحية، أكحل العينين، براق الثنايا، في وجهه خال، أقنى أجلى في كتفه علامة النبي يخرج براية النبي صلى الله عليه وسلم من مرط مخملة سوداء مربعة فيها حجر، لم تنشر منذ توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تنشر حتى يخرج المهدي، يمده الله بثلاثة آلاف من الملائكة، يضربون وجوه من خالفه وأدبارهم، يبعث وهو ما بين الثلاثين إلى الأربعين. أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن.

وعن أبي وائل قال: نظر علي إلى الحسن عليهما السلام، فقال: إن ابني هذا سيد، كما سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم سيخرج من صلبه رجل باسم نبيكم، يخرج على حين غفلة من الناس، وإماتة الحق وإظهار الجور، ويفرح بخروجه أهل السماء وسكانها، وهو رجل أجلى الجبين، أقنى الأنف، ضخم البطن، أذبل الفخذين، بفخذه الأيمن شامة، أفلج الثنايا، يملأ الأرض عدلاً، كما ملئت ظلماً وجوراً.

وعن كعب الأخبار رضي الله عنه قال: المهدي خاشع لله كخشوع النسر جناحه. رواه الإمام أبو محمد الحسين بن مسعود، في كتاب المصباح. وأخرجه الإمام أبو عبد الله نعيم بن حماد.

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {يقوم في آخر الزمان رجل من عترتي، شاب حسن الوجه، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت ظلماً وجوراً، ويملك كذا وكذا سبع سنين}. أخرجه الإمام أبو عمرو الداني في سننه.

وعن أبي معبد عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال إني لأرجو أن لا تذهب الأيام والليالي، حتى يبعث الله منا أهل البيت غلاماً شاباً حدثاً، لم تلبسه الفتن، ولم يلبسها، يقيم أمر هذه الأمة، كما فتح الله هذا الأمر بنا فأرجو أن يختمه الله بنا. قال أبو معبد: فقلت لابن عباس، أعجزت عنه شيوخكم حتى ترجوه شبابكم؟ قال: إن الله عز وجل يفعل ما يشاء. أخرجه الإمام أبو عمر الداني في سننه.

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: دخل رجل على أبي جعفر محمد بن علي الباقر، عليهما السلام، فقال له: اقبض مني هذه الخمسمائة درهم، فإنها زكاة مالي. فقال له أبو جعفر عليه السلام: خذها أنت فضعها في جيرانك من أهل الإسلام، والمساكين من إخوانك المسلمين. ثم قال: إذا قام مهدينا أهل البيت قسم بالسوية وعدل في الرعية، فمن أطاعه فقد أطاع الله، ومن عصاه فقد عصى الله. وإنما سمي المهدي لأنه يهدي إلى أمر خفي.

وعن كعب الأخبار، رضي الله عنه قال: إني لأجد المهدي مكتوباً في أسفار الأنبياء، ما في حكمه ظلم ولا عنت. أخرجه الإمام أبو عمرو المقري، في سننه.

وعن أبي جعفر محمد بن علي الباقر، قال: سُئِلَ أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، عن صفة المهدي، فقال: هو شاب مربوع، حسن الوجه، يسيل شعره على منكبيه، يعلو نور وجهه سواد شعره ولحيته ورأسه.

وعن الحارث بن المغيرة النضري قال: قلت لأبي عبد الله الحسين بن علي رضي الله عنه: بأي شيء يعرف الإمام المهدي؟ قال: بالسكينة والوقار قلت: وبأي شيء؟ قال: بمعرفة الحلال والحرام، وبحاجة الناس إليه، ولا يحتاج إلى أحد.


نوجز صفات المهدي الخَلْقِية والخُلُقِية في الآتي:

إذاً المهدي :

أجلى الجبهة. الأَجْلَى: الخفيف شعر ما بين النَّزَعتين من الصُّدغين والذي انحسر الشعر عن جبهته.
أقنى وأشم الأنف. القَنا في الأنف: طوله ودِقَّة أَرْنبته مع حدَب في وسطه. والشَّمَمُ في الأنف: ارتفاعُ القَصَبة وحُسْنُها واستواء أعلاها وانتصابُ الأَرْنبَة.
وجهه كالكوكب الدري.
عربي اللون.
إسرائيلي الجسم. أي عظيم الجسم.
أفرق، أفلج، براق الثنايا. وفرق وفَلَجُ الأَسنان: تباعُدٌ بينها؛ وشيءٌ برّاقٌ: ذو بَرِيق و لمعان.
في خده الأيمن خال أسود.
أزج ورجل أَزَجُّ طويل الساقين.
أبلج. والأَبْلَجُ: المُضِيءُ المُستقيمُ، الأَبيضُ الحسَنُ الواسعُ الوجه. أَبْلَجُ: وهو الذي ليس بمقرون الحاجبين.
أعين. أي: الواسع العين.
كث اللحية. أكحل العينين.
في كتفه علامة النبي.
ضخم البطن.
أَزْيَل الفخِذين. وأَزْيَلُ الفَخِذين أي: مُنْفَرِجُهما.
بفخذه الأيمن شامة.
شاب حسن الوجه، شاب مربوع.
يسيل شعره على منكبيه.
يعلو وجهه نور.
أسود الشعر واللحية.
المهدي خاشع لله كخشوع النسر.
لم تلبسه الفتن، ولم يلبسها.
عادل، مقسط.
عليه السكينة والوقار.


في اختلاف الروايات في مدة حكمه:

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {المهدي مني. وذكر حليته وعدله، ثم قال: يملك سبع سنين}. أخرجه الإمام أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني، في سننه. والإمام أبو عبد الرحمن النسائي في سننه.

وعن أم سلمة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم، في قصة المهدي عليه السلام قال: {فيقسم المال، ويعمل في الناس بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ويلقي الإسلام بجرانه إلى الأرض، فيلبث سبع سنين، ثم يتوفى، ويصلي عليه المسلمون}. أخرجه الإمام أبو داود في سننه وفي رواية في تسع سنين. وأخرجه الإمام أبو عمرو الداني، في سننه، وقال: سبع سنين حسب.

وعن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {يخرج رجل من أهل بيتي}، فذكر الحديث، وفي آخره: {ويعمل على هذه الأمة سبع سنين، وينزل بيت المقدس}. أخرجه الإمام أبو عمرو المقري، في سننه. وأخرجه الحافظ أبو نعيم الأصبهاني، في صفة المهدي.

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لا تنقضي الساعة حتى يملك الأرض رجل من أهل بيتي، يملأ الأرض عدلاً، كما ملئت قبله جوراً، يملك سبع سنين}. أخرجه الحافظ أبو نعيم الأصفهاني في صفة المهدي.

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لا تقوم الساعة حتى يملك رجل من أهل بيتي، أقنى أجلى، يملأ الأرض عدلاً، كما ملئت قبله ظلماً، يكون سبع سنين}.

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: {ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلاء يصيب هذه الأمة، ثم ذكر خروج المهدي، عليه السلام، وما يظهر الله تعالى على يديه من البركة، ثم قال: "يعيش في ذلك سبع سنين أو ثمان سنين"}. أخرجه الحافظ أبو نعيم، في مناقب المهدي. ورواه الحافظ أبو القاسم الطبراني في معجمه.

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: {خشينا أن يكون بعد نبينا حدث، فسألنا نبي الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إن في أمتي المهدي، يخرج يعيش خمساً أو سبعاً أو تسعاً. قلنا: وما ذاك؟ قال: سنين}. أخرجه الإمام أبو عيسى الترمذي في جامعه، وقال: هذا حديث حسن.

وعن أبي سيعد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {أبشركم بالمهدي} فذكر الحديث، وفي آخره {فيمكث سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين، ثم قال: لا خير في العيش بعده. أو قال: لا خير في الحياة بعده}. أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده.

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {يكون في أمتي المهدي، إن قصر عمره فسبع سنين، وإلا فثمان، وإلا فتسع}. أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. ورواه الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في صفة المهدي.

وعن عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لو لم يبق من الدنيا إلا ليلة، لطول الله تلك الليلة، حتى يملك رجل من أهل بيتي}. وقال في آخر الحديث: {فيمكث سبعاً، أو تسعاً، ثم لا خير في عيش الحياة بعد المهدي}. أخرجه الحافظ أبو نعيم، في صفة المهدي.

وعن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: {المهدي يعيش بعد ما يملك سبع سنين، أو ثمان، أو تسع}. أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن.

والأرجح أنه يحكم سبع أو تسع قبل نزول عيسى عليه السلام بحيث يتسلم الحكم المسيح عليه السلام وكنت وقفت على أن المهدي يموت شهيدا ولعله يكون عند قتال أتباع الدجال لأن الحرب تضع أوزارها بعد بإذن.


ظهور مرحلة الحكم الجبري و خروج المهدي :

وهي المشار إليها في الحديث: {تكونُ النُّبُوَّةُ فيكُم ما شاءَ اللَّهُ أنْ تَكونَ، ثُمَّ يَرْفَعُها اللَّهُ إذا شاء أنْ يَرْفَعَها، ثُمَّ تَكونُ خِلافَةً عَلى مِنهاج النُّبوَّةِ، فَتَكونُ ما شاءَ اللّهُ أنْ يَكونَ، ثُمَّ يَرْفَعُها اللّهُ إذا شاء أنْ يَرْفَعَها، ثُمَّ تَكونُ مُلْكاً عاضّاً، فَتَكونُ ما شاءَ اللّهُ أنْ تَكونُ، ثُمَّ تَكونُ مُلْكاً جَبْرِيّاً، فَتَكونُ ما شاءَ اللّهُ أن تَكونَ، ثُمَّ يَرْفَعُها إذا شاءَ أنْ يَرْفَعَها، ثُمَّ تَكونُ خِلافَةً على مِنهاج النُّبوَّةِ}، ثُمَّ سَكَتَ.

والتي بدأت منذ سقوط الدولة العثمانية إلى عصرنا الحاضر، والحكم الجبري هذا يحوي كل أنظمة الحكم التي قامت في العالم الإسلامي، سواء أكانت حكماً ملكياً أو وراثياً أو حِزبياً أو حكم الكفار للمسلمين، كما حصل عقيب الحرب العالمية الأولى، أو جمهورياً أو ديموقراطياً أو غيرها من أنواع الحكم التي تنازع الله عز وجل أحقية الحاكمية والتشريع، وعندما ذكر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تلك المراحل التي ستمرّ بها الأمة، ربَطَها بنوع الحكم الذي يحكمها، أفيه ظلم أم هو على منهاج النبوة، أم هو مما تُجبَر الأمة على قبوله.


كثرة الفتن والملاحم:

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ينزل بأمتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم، لم يسمع ببلاء أشد منه، حتى تضيق عليهم الأرض الرحبة، حتى تملأ الأرض جوراً وظلماً، لا يجد المؤمن ملجأ يلتجئ إليه من الظلم فيبعث الله عز وجل رجلاً من عترتي، فيملأ الأرض قسطاً، وعدلاً، كما ملئت جوراً وظلماً، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، لا تدخر الأرض من بذرها شيئاً إلا أخرجته، ولا السماء من قطرها شيئاً إلا صبه الله عليهم مدراراً، يعيش فيهم سبع سنين أو ثمان أو تسع يتمنى الأحياء الأموات مما صنع الله عز وجل بأهل الأرض من خيره}. أخرجه الإمام الحافظ أبو عبد الله الحاكم في مستدركه على البخاري ومسلم رضي الله عنهما.

وعن سعيد بن المسيب رضي الله عنه أنه قال: يكون بالشام فتنة، أولها كلعب الصبان، كلما سكنت من جانب طمت من جانب آخر، فلا تتناهى حتى ينادي منادي من السماء: ألا إن الأمير فلان. ثم قال ابن المسيب: فذلكم الأمير، فذلكم الأمير، فذلكم الأمير، قال ذلك ثلاث مرات، كنى عن اسمه فلم يذكره، وهو المهدي. أخرجه الإمام أبو الحسين أحمد بن جعفر، ابن المنادي، في كتاب الملاحم. وأخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن.

ومن حديث أبي الحسن الربعي المالكي، بسنده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {إذا وقعت الملاحم بعث الله من دمشق بعثاً من الموالي أكرم العرب فرساً، وأسوده سلاحاً، يؤيد الله بهم الدين، فإذا قتل الخليفة بالعراق خرج عليهم رجل مربوع القامة، كث اللحية، أسود الشعر، براق الثنايا، فويل لأهل العراق من تباعه المراق، ثم يخرج المهدي منا أهل البيت فيملأ الأرض عدلاً، كما ملئت جوراً}. وقد أخرج الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد في كتاب الفتن من حديث سليمان بن حبيب بمعناه مختصراً.

وعن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: إذا انسابت عليكم الترك، وجهزت الجيوش إليكم، ومات خليفتكم الذي يجمع الأموال، ويستخلف من عبده رجلاً ضعيفاً، فيُخلع بعد سنتين، وتخالف الروم والترك، وتظهر الحروب في الأرض، وينادي منادي على سور دمشق: ويل للعرب من شر قد اقترب، ويخسف بغرب مسجدها، حتى يخر حائطها، ويخرج ثلاثة نفر بالشام كلهم يطلب الملك، رجل أبقع ورجل أصهب، ورجل من أهل بيت أبي سفيان، يخرج ومعه كلب، ويحصر الناس بدمشق، ويخرج أهل المغرب، وينحدرون إلى مصر، فإذا دخلوا فتلك أمارة السفياني، ويخرج قبل ذلك من يدعو لآل محمد، وينزل الترك الجزيرة، وينزل الروم فلسطين، ويقبل صاحب المغرب، فيقتل الرجال ويسبي النساء، ثم يسير حتى ينزل الجزيرة إلى السفياني. أخرجه الإمام أبو عمرو الداني، في سننه.

وعن أبي سيعدي الخدري، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ستكون بعدي فتن؛ منها فتن الأحلاس، يكون فيها هرب وحرب، ثم من بعدها فتن أشد منها، كلما قيل انقطعت تمادت، حتى لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، ولا مسلم إلا وصلته، حتى يخرج رجل من عترتي}. أخرجه الحافظ أبو محمد الحسين، له شاهد في صحيح البخاري، وهو عن عوف بن مالك، قال: {أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو في خيمة من أديم، فتوضأ وضوءاً مكيناً فقال: "يا عوف، اعدد ستاً بين يدي الساعة ". قلت: وما هي، يا رسول الله.؟ قال: "موتي". فَوَجِمتُ، فقال: "قل إِحُدَى" فقلت: "إِحُدَى". والثانية فتح بيت المقدس، والثالثة موتان فيكم كقعاص الغنم، والرابعة إفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل يتسخطها، وفتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته وهدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر، ثم يغدرون فيأتونكم تحت ثمانين راية، كل راية اثنا عشر ألفاً}. أخرجه البخاري، في صحيحه، من حديث عوف بن مالك.

وعن كعب الأخبار، رضي الله عنه قال: علامة خروج المهدي ألوية تقبل من قبل المغرب، عليها رجل من كندة أعرج، فإذا ظهر أهل المغرب على مصر فبطن الأرض يومئذ خير لأهل الشام. أخرجه الإمام أبو عمر وعثمان بن سعيد المقري، في سننه، وأخرجه أبو عبد الله نعيم بن حماد، وانتهى حديثه عند قوله من كندة.

وعن الأوزاعي، قال: إذا دخل أصحاب الرايات الصفر مصر يعني المغاربة فليحفر أهل الشام أسراباً تحت الأرض. أخرجه الإمام أبو عمر والمقري، في سننه.

وعن كعب، قال: تكون فتن ثلاث كأمسكم الذاهب فتنة تكون بالشام ثم الشرقية هلاك الملوك، ثم تتبعها الغربية، وذكر الرايات الصفر قال: والغربية: هي العمياء. أخرجه الإمام أبو عبد الله نعيم بن حماد في كتاب الفتن.

وعن محمد ابن الحنفية، قال: يدخل أوائل أهل المغرب مسجد دمشق، فبينما هم كذلك ينظرون في أعاجيبه إذ رجفت الأرض، فانقعر غربي مسجدها، ويخسف بقرية يقال لها حرستا، ثم يخرج بعد ذلك السفياني، فيقتلهم حتى يرحلهم، ثم يرجع فيقاتل أهل المشرق حتى يردهم إلى العراق.أخرجه الإمام أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن.

وعن أمير المؤمنين علي عليه السلام، قال: إذا اختلف رمحان بالشام لم ينجل إلا عن آية من آيات الله عز وجل. قيل: وما هي يا أمير المؤمنين؟ قال: رجفة تكون بالشام، يهلك فيها أكثر من مائة ألف، يجعلها الله تعالى رحمة للمؤمنين، وعذاباً على الكافرين، فإذا كان ذلك فانظروا إلى أصحاب البراذين الشهب المخذرفة، والرايات الصفر تقبل من المغرب حتى تحل بالشام وذلك عند الجوع الأكبر والموت الأحمر، فإذا كان ذلك فانظروا خسف قرية من قرى دمشق، يقال لها حرستا، فإذا كان ذلك خرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس، حتى يستوي على منبر دمشق، فإذا كان ذلك فانظروا خروج المهدي.

وعن ثوبان، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة، لا يصير إلى واحد منهم، ثم تجيء الرايات السود من قبل المشرق فيقتلونهم قتالاً لم يقتله قوم، ثم يجئ خليفة الله المهدي فإذا سمعتم به فأتوه فبايعوه؛ فإنه خليفة الله المهدي}. أخرجه الحافظ أبو نعيم، في صفة المهدي هكذا. وأخرجه الإمامان أبو عبد الله ابن ماجه، وأبو عمرو الداني، في سننهما، بمعناه.

وعن محمد بن الحنفية رضي الله عنه قال: كنا عند علي عليه السلام فسأله رجل عن المهدي، فقال عليه السلام: هيهات. عقد بيده سبعاً، فقال: ذاك؟ يخرج في آخر الزمان، إذا قال الرجل: الله الله. قتل فيجمع الله تعالى له قوماً فزع كقزع السحاب، يؤلف الله بين قلوبهم، فلا يستوحشون إلى أحد، ولا يفرحون بأحد دخل فيهم، على عدة أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر. قال أبو الطفيل: قال ابن الحنفية: أتريده.؟ قلت: نعم. قال: فإنه يخرج من بين هاتين الخشبتين قتل: لا جرم والله لا أريمهما حتى أموت. فمات بها، يعني مكة، حرسها الله تعالى. أخرجه الحافظ أبو عبد الله الحاكم في مستدركه، وقال: هذا حديث صحيح على شرط البخاري، ومسلم ولم يخرجاه.

وعن الحم بن عتبة عن محمد بن علي، قال: قلت سمعنا انه سيخرج منكم رجل يعدل في هذه الأمة.قال: إنا نرجو ما يرجو الناس، وإنا نرجو لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد سيطول ذلك اليوم حتى يكون ما ترجو هذه الأمة، وقبل ذلك فتنة شر فتنة، يمسي الرجل مؤمناً ويصبح كافراً، ويصبح مؤمناً ويمسي كافراً، فمن أدرك ذلك منكم فليتق الله تعالى، ولكن من أحلاس بيته. أخرجه الإمام أبو عمرو المقري، في سننه.

وعن أبي سيعد الخدري، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {أبشركم بالمهدي، يبعث في أمتي على اختلاف من الناس وزلزال، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت جوراً وظلماً}. أخرجه الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في صفة المهدي.

وعن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام، قال: لا يظهر المهدي إلى على خوف شديد من الناس، وزلزال، وفتنة وبلاء يصيب الناس، وطاعون قبل ذلك، وسيف قاطع بين العرب، واختلاف شديد في الناس، وتشتت في دينهم، وتغير في حالهم، حتى يتمنى المتمني الموت صباحاً ومساءاً، من عظم ما يرى من كلب الناس، وآكل بعضهم بعضاً، فخروجه عليه السلام إذا خرج يكون عند اليأس والقنوط من أن نرى فرجاً، فيا طوبى لمن أدركه، وكان من أنصار، والويل كل الويل لمن خالفه، وخالف أمره.

وعن عبد الله بن عمر، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لا تقوم الساعة حتى يخرج المهدي من ولدي، ولا يخرج حتى يخرج ستون كذاباً، كلهم يقول: أنا نبي}.

وعن علي بن محمد الأودي، عن أبيه، عن جده، قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: بين يدي المهدي موت أحمر، وموت أبيض، وجراد في حينه، وجراد في غير حينه، كألوان الدم، فأما الموت الأحمر فالسيف، وأما الموت الأبيض فالطاعون.

وعن يزيد بن الخليل الأسدي، قال: كنت عند أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام، فذكرت آيتان يكونان قبل المهدي، عليه السلام لم يكونا منذ أهبط الله تعالى آدم، عليه السلام، وذلك أن الشمس تنكسف في النصف من شهر رمضان والقمر في آخره. فقال له رجل: يا ابن رسول الله، بل الشمس في آخر الشهر، والقمر في النصف. فقال أبو جعفر: أعلم الذي تقول، أنهما آيتان لم يكونا منذ هبط آدم، عليه السلام.


جيش يغزو الكعبة، بداية ظهور أمر المهدي :

وأما بداية ظهوره فيكون بتهيئته لقيادة الأمة وصلاحه لها. يقول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {المَهْدي مِنَّا أهْلَ البَيْتِ يُصْلِحُهُ اللّه في لَيْلَة}.

يهيئ الله تعالى المهدي ويصلحه في ليلة واحدة، ويؤيده بنصره وعونه.

ما معنى يصلحه الله؟ يحتمل معنيين:

الأول: أن يكون مُتلّبساً ببعض النقائص (الصغائر) فيتوب الله عليه ويوفقه ويلهمه رشده بعد أن لم يكن كذلك.

الثاني: يصلحها لله أي يهيئه ويُعدّه للخلافة وقيادة المسلمين في أيام الفتن والملاحم الأخيرة.

وكلاهما متوجه، والثاني يميل القلب إليه.

والعرب تستعمل مثل هذا اللفظ (أصلحه الله) للمدح والدعاء كأن يبدأ أحدهم كلامه مع الأميرة بقوله: (أصلح الله الأمير) أي وفق الله الأمير وسدد خطاه وأصلح حاله وباله.

وصفه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالصلاح عندما قال: {وإمامهم رجلٌ صالِحٌ...} الحديث.

ثم ينكشف أمر المهدي عند حكّام ذلك الزمان، فيهرب إلى مكّة مع بعض الناس ليحتمي بالبيت، وليس معهم عدة ولا عدد ولا منعة، ويُبعَث خلفه جيش لقتله والتخلص منه، عَنْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {يَغْزُو جَيْشٌ الْكَعْبَةَ، فَإِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنْ الْأَرْضِ، يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ، وَفِيهِمْ أَسْوَاقُهُمْ، وَمَنْ لَيْسَ مِنْهُمْ، قَالَ: يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ، ثُمَّ يُبْعَثُونَ عَلَى نِيَّاتِهِمْ} رواه البخاري، وأخرجه مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه وأحمد وصححه الألباني.

عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {جَيْشٌ مِنْ أُمَّتِي يَجِيئُونَ مِنْ قِبَلِ الشَّامِ، يَؤُمُّونَ الْبَيْتَ لِرَجُلٍ يَمْنَعُهُ اللَّهُ مِنْهُمْ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْبَيْدَاءِ مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ خُسِفَ بِهِمْ، وَمَصَادِرُهُمْ شَتَّى، فَقُلتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يُخْسَفُ بِهِمْ جَمِيعًا وَمَصَادِرُهُمْ شَتَّى، فَقَالَ: إِنَّ مِنْهُمْ مَنْ جُبِرَ إِنَّ مِنْهُمْ مَنْ جُبِرَ ثَلَاثًا} رواه أحمد بهذا النص، ورواته ثقاة، إلا واحداً وَثَّقَه البعضُ وضَعَّفَهُ آخرون.

وبداية ظهور المهدي ستكون في مكة بإذن الله، وفور معرفته تسارع قلة من تلك القلة، لمبايعته على الإمارة، فيلجأ إلى الحرم تهرّبا ويعتصم به. ويظهر أمره شيئا فشيئا، فيُبعث إليه بجيش يغزو الكعبة، فيخسف به في الصحراء ما بين المدينة ومكة.

وعن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قال: {يكون اختلاف عند موت خليفة، فيخرج رجل من أهل المدينة هارباً إلى مكة، فيأتيه ناس من أهل مكة، فيخرجونه وهو كاره، فيبايعونه بين الركن والمقام، ويبعث إليه بعث من الشام، وعصائب أهل العراق، فيبايعونه، ثم ينشأ رجل من قريش، أخواله كلب، فيبعث إليهم بعثاً فيظهرون عليهم، وذلك بعث كلب، والخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب، فيقسم المال، ويحمل في الناس بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، ويلقي الإسلام بجرائه إلى الأرض، فيلبث سبع سنين، ثم يتوفى، ويصلي عليه المسلمون}. أخرجه جماعة من أئمة الحديث في كتبهم؛ منهم الإمام أبو داود السجستاني، في سننه. والإمام أبو عيسى الترمذي في جامعه. والحافظ الإمام أبو عبد الله بن ماجه القزويني، في سننه. والحافظ أبو عبد الرحمن النسائي في سننه. والإمام ابن حنبل في مسنده. والحافظ أبو بكر البيهقي في البعث والنشور. رضي الله عنهم أجمعين. في رواية لأبي داود، بدل {سبع سنين}: {تسع}.

وعن أم سلمة، رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {يبايع لرجل من أمتي، بين الركن والمقام، كعدة أهل بدر، فتأتيه عصب العراق، وأبدال الشام، فيأتيهم جيش من الشام، حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم، ثم يسير إليه رجل من قريش أخواله كلب، فيهزم مهم الله تعالى. قال: وكان يقال إن الخائب يومئذ من خاب من غنيمة كلب}. أخرجه الحافظ أبو عبد الله الحاكم، في مستدركه.

وعن امرأة القَعقاع بن أبي حدرد الأسلمي رضي الله عنهما قالت: سمعتُ رسولَ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على المِنبر يقول: {يا هَؤلاءِ! إذا سَمِعْتُم بِجَيْشٍ قد خُسِفَ بِهِ قَريباً فَقَد أَظَلَّتِ السّاعَة}.

ويُبايَعُ المهدي خليفةً للمسلمين بعد ذلك ويجاهد مع المسلمين في سبيل الله تعالى، وتكون خلافة على منهاج النبوّة، وتكون الملاحم بين المسلمين وأعدائهم إلى أن ينزل عيسى عليه الصلاة والسلام.

إن ظهور المهدي ليس أمراً كسبيا يكون باجتهاد من المهدي محمد بن عبد الله وطلب منه لهذا الأمر، كلا .. بل إنه لا يعلم بذلك أصلاً حتى يصلحه الله تعالى في ليلة ويهيئ له قوماً ليس لهم عدد ولا عدة ولا منعة فيبايعونه عند الكعبة وهو كاره لهذه البيعة.

فمجيء المهدي آخر الزمان أمر قدري، قد قدره الله وكتبه عنده في أم الكتاب فهو كائن لا محالة شأنه في ذلك شأن ظهور المسيح الدجال ونزول عيس ابن مريم عليه السلام وخروج يأجوج ومأجوج وباقي علامات الساعة.


في الصوت والهدة والمعمعة والحوادث:

ذكر الإمام أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي في تفسيره، في قوله تعالى: {إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين} أي ذليلين. قال: قال أبو حمزة الثمالي في هذه الآية: بلغنا، والله أعلم، أنها صوت يسمع من السماء، في النصف من شهر رمضان، تخرج له العواتق من البيوت. وعن أبي أمامة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {يكون في رمضان صوت}.

وعن شهر بن حوشب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {في المحرم ينادي منادٍ من السماء، ألا إن صفوة الله من خلقه فلاناً، فاسمعوا له وأطيعوا، في سنة الصوت والمعمعة}. أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد.

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إِذا كانت صيحة في رمضان، فإنه يكون معمعة في شوال، وتميز القبائل في ذي القعدة، وتسفك الدماء في ذي الحجة والمحرم، وما المحرم؟، يقولها ثلاثاً، هيهات، هيهات، يقتل الناس فيها هرجاً، هرجاً. قال: قلنا، وما الصيحة يا رسول الله؟ قال: هدة في النصف من رمضان، ليلة جمعة، وتكون هدة توقظ النائم، وتقعد القائم، وتخرج العواتق من خدورهن، في ليلة جمعة من سنة كثيرة الزلازل، فإذا صليتم الفجر من يوم الجمعة، فادخلوا بيوتكم، وأغلقوا أبوابكم، وسدوا كواكم، ودثروا أنفسكم، وسدوا آذانكم، فإذا أحسستم بالصيحة، فخروا لله تعالى سجداً، وقولوا: سبحان القدوس، سبحان القدوس فإنه من فعل ذلك نجا، ومن لم يفعل ذلك هلك}. أخرجه الإمام أبو عبد الله بن نعيم بن حماد، في كتاب الفتن.

وعن أمير المؤمنين علي عليه السلام، قال: انظروا الفرج في ثلاث. قلنا: يا أمير المؤمنين، وما هي؟ قال: اختلاف أهل الشام بينهم، والرايات السود من خراسان، والقزعة في شهر رمضان. فقيل: وما القزعة في شهر رمضان؟ قال: أو ما سمعتم قول الله عز وجل في القرآن: {إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين} وهي آية تخرج الفتاة من خدرها، وتوقظ النائم، وتفزع اليقظان.


في أن الله تعالى يبعث من يوطئ له قبل إمارته :

وفي رواية: {لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حولها، وعلى أبواب بيت المقدس وما حولها، لا يضرهم خذلان من خذلهم، ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة}.

وفي رواية: {على أبواب الطالقانِ، حتى يخرج الله كنزه من الطالقان، فيجيء به كما كتب من قبل}.

وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، عليه السلام أنه قال: ويحاً للطالقان، فإن لِله عز وجل بها كنوزاً ليست من ذهب ولا فضة ولكن بها رجال عرفوا الله حق معرفته، وهم أنصار المهدي آخر الزمان. أخرجه الحافظ أبو نعيم الكوفي في كتاب الفتوح.

وعن عبد الله بن عباس، رضي الله عنهما، قال: يبعث الله المهدي بعد إياس، وحتى تقول الناس: لا مهدي، وأنصاره من أهل الشام، عدتهم ثلاثمائة وخمسة عشر رجلاً، عدة أصحاب بذر، يسير ون إليه من الشام حتى يستخرجوه من بطن مكة، من دار عند الصفا، فيبايعونه كرهاً، فيصلي بهم ركعتين صلاة المسافر عند المقام، ثم يصعد المنبر. أخرجه الحفاظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن.

وعن علقمة بن قيس، وعبيدة السلماني، عن عبد الله بن مسعود. قال: {أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج إلينا مستبشراً، يعرف السرور في وجهه، فما سألناه عن شيء إلا أخبرنا به، ولا سكتنا إلا ابتدأنا، حتى مرت فئة من بني هاشم، فيهم الحسن والحسين، فلما رآهم خبر بممرهم، وانهمرت عيناه، فقلنا: يا رسول الله، ما نزال نرى في وجهك شيئاً تكرهه. فقال: "إنا أهل البيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وإنه سيلقى أهل بيتي من بعدي تطريداً وتشريداً في البلاد، حتى ترفع رايات سود من المشرق، فيسألون الحق فلا يعطونه، ثم يسألونه فلا يعطونه، فيقاتلون فينصرون، فمن أدركه منكم ومن أعقابكم فليأت إمام أهل بيتي، ولو حبوا على الثلج، فإنها رايات هدى يدفعونها إلى رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي، فيملك الأرض فيملأها قسطاً وعدلاً، كما ملئت جوراً وظلماً"}. أخرجه الإمام الحافظ أبو عبد الله الحاكم، في مستدركه هكذا.

وعن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {يخرج أناس من المشرق، فيوطئون للمهدي} يعني سلطانه. أخرجه الحافظ أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه القزويني، في سننه.

وعن ثوبان، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إذا رأيتم الرايات السود قد أقبلت من خراسان، فأتوها ولو حبوا على الثلج؛ فإن فيها خليفة الله المهدي}. أخرجه الحافظ أبو نعيم، في صفة المهدي هكذا.

ولعل معنى قوله عليه الصلاة والسلام: {فإن فيها خليفة الله المهدي}، أي فيها توطئة وتمهيداً لسلطانه، كما سبق في حديث عبد الله بن الحارث آنفاً.

وعن محمد بن الحنفية، قال: تخرج راية من خراسان، ثم تخرج أخرى، ثيابهم بيض، على مقدمتهم رجل من بني تميم، يوطئ للمهدي سلطانه، بين خروجه وبين أن يسلم الناس للمهدي سلطانه اثنان وسبعون شهراً. أخرجه الإمام أبو عمرو الداني، في سننه.

وعن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة، ثم لا يصير إلى واحد منهم، ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق، فيقاتلونهم قتالاً لم يقاتله قوم. ثم ذكر شيئاً، فقال: إذا رأيتموه فبايعوه، ولو حبواً على الثلج، فإنه خليفة الله المهدي}. أخرجه الحافظ أبو عبد الله الحاكم في مستدركه، وقال: هذا حديث صحيح، على شرط البخاري ومسلم.


Ø نلخص العلامات الدالة على خروجه رضي الله عنه في الآتي :

الحكم الجبري آخره حكم السفياني.
نزول بلاء شديد من السلطان على الأمة.
تملأ الأرض جوراً وظلماً. كما لا يجد المؤمنُ ملجأً يلتجئ إليه من الظلم.
يكون بالشام فتنة.
إذا قتل الخليفة بالعراق.
إذا انساب الترك على العراق.
ظهوره سيكون في أعقاب الحرب الحاسمة القريبة الشهيرة باسم (هرمجدون) والتي تلي انحسار الفرات عن جبل من ذهب.
ظهور أربع حكام في بلاد العرب: الأبقع، الأعرج، الأصهب، والسفياني.
خروج أهل المغرب، وانحدارهم إلى مصر.
خروج من يدعو لآل محمد.
نزول الروم فلسطين.
فتنة الأحلاس، وهي حرب الخليج وحصار العراق.
فتح بيت المقدس.
هدنة تكون بين المسلمين وبين بني الأصفر أي الروم ولعلها بعد حرب العراق وحرب الإرهاب المزعومة.
الحرب العالمية التحالفية الثالثة.
خروج الرايات الصفر من المغرب.
خروج الرايات السود من المشرق.
هلاك الملوك وهو مشاهد.
قتال كبير في الشام بين أهل المغرب والسفياني.
ظهور الزلازل وزلزال عظيم بالشام.
اقتتال أبناء الخلفاء والمسلمون على جبل ذهب.
إذا قال الرجل: الله الله. قتل أي نهى عن المنكر و أمر بالمعروف.
إذا أمسي الرجل مؤمناً وأصبح كافراً، أو أصبح مؤمناً وأمسي كافراً.
ظهور موتان في الأمة: موت أحمر وهو السيف، وموت أبيض وهو الطاعون.
انكساف الشمس في النصف من شهر رمضان والقمر في آخره.
جيش السفياني يغزو الكعبة يخسف به.
ظهور المهدي سيكون في مكة شرفها الله.
مبايعة عصائب العراق وأبدال الشام للمهدي بين الركن والمقام.
عدة المبايعين كعدة أهل بدر.
الهدة والصوت في رمضان.
المعمعة في شوال.
تميز القبائل في ذي القعدة.
تسفك الدماء في ذي الحجة والمحرم.

المهدي لا يغزو العراق وبلاد الشام :

عَنْ نَافِعِ بْنِ عُتْبَةَ، قال: قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {تَغْزُونَ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ، ثُمَّ فَارِسَ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ، ثُمَّ تَغْزُونَ الرُّومَ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ، ثُمَّ تَغْزُونَ الدَّجَّالَ فَيَفْتَحُهُ اللَّهُ، قَالَ: فَقَالَ نَافِعٌ: يَا جَابِرُ لَا نَرَى الدَّجَّالَ يَخْرُجُ حَتَّى تُفْتَحَ الرُّومُ}. رواه مسلم وابن ماجه وأحمد، وصححه الألباني .

وتجمع جزيرة العرب لقتال المهدي وصحبه، فيغزونها فيفتحها الله فتدين لهم، ومن ثم يخرجون إلى إيران فيفتحها الله فتدين لهم، ومن ثم يغزون الروم فيفتحها الله، ومن ثم يخرج الدجال، فيغزونه بمعية عيسى عليه السلام، فيفتحه الله .

ولو تدبرت هذا الحديث، ستجد أن البلدان التي سيغزوها المهدي، عندما يمسك بزمام الأمور، هي بالترتيب:

أولاً: جَزِيرَةَ الْعَرَبِ،

ثانياً: فَارِسَ أي إيران،

ثالثاً: الرُّومَ أي أوروبا،

رابعاً: الدَّجَّالَ.

والملاحظ في هذا الحديث، عدم ورود ذكر فتح بلاد الشام والعراق، التي لا بد للمهدي من المرور بها، عند خروجه لفتح فارس، ولفتح الروم الذين سيُلاقونه بالقرب من مدينة دمشق.

يظهر بوضوح في هذا الحديث، أن كل واحد من هذه الأمور، أمارة لوقوع ما بعده، كما هو الحال في الحديث السابق، وكل منهما يتقاطع مع الآخر في نقطتين، هما:

أولاً: غزو الروم ويقابلها خروج الملحمة.

وثانياً: غزو الدجال ويقابلها خروج الدجال.

ويضيف الحديث الأول ثلاثة أحداث، هي عمران بيت المقدس، وخراب يثرب، وفتح القسطنطينية.

وبنظرة سريعة على حروب المهدي نجد أنه سيقاتل العالم أجمع، أو سيقاتله العالم أجمع وذلك في فترة وجيزة لا تتجاوز بضعة سنين لا تزيد عن التسع و لا تقل عن السبع، فيقاتل:

مسلمي العرب (جزيرة العرب).
مسلمي الشيعة (فارس).
الروم (أوروبا).
اليهود.
روما.
مشركي الأر (خوزوكرمان).
ويكون النصر في كل هذه الحروب لكتائب المهدي رضي الله عنه والحمد لله رب العالمين.


نزول الخلافة في بيت المقدس:

عن ابْنُ حَوَالَةَ عن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {يَا ابْنَ حَوَالَةَ إِذَا رَأَيْتَ الْخِلَافَةَ قَدْ نَزَلَتْ الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ، فَقَدْ دَنَتْ الزَّلَازِلُ وَالْبَلَايَا وَالْأُمُورُ الْعِظَامُ، وَالسَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ إِلَى النَّاسِ، مِنْ يَدَيَّ هَذِهِ مِنْ رَأْسِكَ}. رواه أحمد، وأخرجه أبو داود والحاكم، وصححه الألباني.

عند خروج المهدي إلى بلاد الشام، سيتخذ القدس عاصمة لخلافته، تنعم الأمة الإسلامية خلال سنوات حكمه، بإقامة الحق والعدل ورفع الظلم والجور عن أمة الإسلام.


الترتيب الزمني لحروب المهدي الرئيسية:

أول حروب المهدي غزو جزيرة العرب ثم غزو فارس ثم خوزوكرمان (الصين واليابان) ثم الروم ثم القسطنطينية الروميّة ثم اليهود ثم نصارى الغرب (روما) .

ومن الإجمال إلى التفصيل نقول:

الأحاديث الواردة في ذلك:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله ثم فارس فيفتحها الله ثم تغزون الروم فيفتحها الله ثم تغزون الدجّال فيفتحه الله}.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {عمران بيت المقدس خراب يثرب وخراب يثرب خروج الملحمة وخروج الملحمة فتح القسطنطينية وفتح القسطنطينية خروج الدجّال}.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود}.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا خوزاً وكرمان من الأعاجم حُمْرُ الوجوه فطس الأنوف صغار الأعين كأن وجوههم المجان المُطرقة}.
{سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي المدينتين تفتح أولاً القسطنطينية أو رومية؟ فقال صلى الله عليه وسلم: مدينة هِرقل تفتح أولاً}، يعني قسطنطينية تفتح قبل روميّة .

تفاصيل حروب المهدي:

الحرب الأولى: غزو جزيرة العرب: {تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله}.

ويكون ذلك في فترة غدر الروم وتجميعهم الجيوش لقتال المسلمين. فأول جيش يخرج للمهدي بعد الخسف بالجيش الأول، هو جيش السفياني من جزيرة العرب، فيجهز جيشاً ويستعين بأخواله من كَلْب. فيسيرون إلى المهدي لقتاله فيهزمهم المهدي شرَّ هزيمة ويغنم منهم غنائم عظيمة. تقول بعض الروايات: {والخيبة لمن لم يشهد غنيمة كَلْب}. وبهذه الحرب تَفتَحُ جزيرةٌ العرب أبوابَها للمهدي فيملكها ويبسط سلطانه عليها.


الحرب الثانية: غزو فارس (إيران الرافضة): {وتغزون فارس فيفتحها الله}.

يخرج جيش من فارس (إيران) وهم من الرافضة. وهم من أعدى أعداء أهل السنة، لا يَرقُبون فيهم إلا ولا ذمة. وهم لا يجدون غضاضة أن يرسلوا جيشاً لقتال هذا المهدي الذي ليس هو مهدي الخرافة مهدي السراديب. فيهزمهم المهدي شر هزيمة والمهدي لا تهزم له راية.


الحرب الثالثة: غزو الروم (أوروبا)، الملحمة الكبرى: {ثم تغزون الروم فيفتحها الله}.

وعن كثير بن عبد الله، عن أبيه، عن جده، أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {لا تذهب الدنيا يا علي ابن أبي طالب. فقال علي: لبيك يا رسول الله. قال: اعلم أنكم ستقاتلون بني الأصفر، ويقاتلهم من بعدكم من المؤمنين، وتخرج إليهم ورقة المؤمنين أهل الحجاز الذين يجاهدون في سبيل الله، ولا تأخذهم في الله لومة لائم، حتى يفتح الله عز وجل عليهم قسطنطينية، فيصيبون نيلاً عظيماً، لم يصيبوا مثله قط، حتى إنهم يقتسمون بالترس، ثم يصرخ صارخ: يا أهل الإسلام، قد خرج المسيح الدجال في بلادكم وذراريكم. فينفض الناس عن المال، فمنهم الآخذ منهم والتارك، فالآخذ نادم، والتارك نادم، يقولون: من هذا الصائح؟ فلا يعلمون من هو، فيقولون: ابعثوا طليعة إلى لد، فإن يكن المسيح قد خرج، فيأتونكم بعلمه. فيأتون فينظرون فلا يرون شيئاً، ويروون الناس ساكنين فيقولون: ما صرخ الصارخ إلا لنبأ، فاعتزموا ثم ارشدوا، فيعتزمون أن نخرج بأجمعنا إلى لد، فإن يكن بها المسيح الدجال نقاتله، حتى يحكم الله بيننا وبينه وهو خير الحاكمين، وإن تكن الأخرى فإنها بلادكم وعشائركم، رجعتم إليها}. أخرجه الحافظ أبو عبد الله الحاكم، في مستدركه على الصحيح.

وعن كعب الأحبار رضي الله عنه قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الملحمة، فسمى الملحمة من عدد القوم، وأنا أفسرها لكم: إنه يحضرها اثنا عشر ملكاً من الروم، أصغرهم وأقلهم مقاتلة صاحب الروم، ولكنهم كانوا هم الدعاة، وهم دعوا تلك الأمم، واستمدوا بهم، وحرام على أحد يرى عليه حقاً للإسلام أن لا ينصر الإسلام يومئذ، وليبلغن مدد المسلمين يومئذ صنعاء الجند، وحرام على أحد يرى عليه حقاً للنصرانية أن لا ينصرها يومئذ، ولتمدنهم يومئذ الجزيرة بثلاثين ألف نصراني، يترك الرجل فدائه، يقول: أذهب أنصر النصرانية، ويسلط الحديد بعضه على بعض، فما يضر رجلاً يومئذٍ كان معه سيف لا يجدع الأنف ألا يكون مكانه الصمصامة، لا يضع سيفه يومئذ على درع ولا غيره إلا قطعه، وحرام على جيش أن يترك النصر، يلقي الله تعالى الصبر على هؤلاء، وعلى هؤلاء، ويسلط الحديد بعضه على بعض ليشتد البلاء فيقتل يومئذ من المسلمين ثلث، ويفر ثلث، فيقعون في مهيل من الأرض، يعني هؤلاء، لا يرون الجنة، ولا يرون أهلهم أبداً، ويصبر ثلث، فيحرسونهم ثلاثة أيام، لا يفرون كما فر أصحابهم. فإذا كان يوم الثالث، قال رجل منهم: يا أهل الإسلام، ما تنتظرون، قوموا فادخلوا الجنة كما دخلها إخوانكم. فيومئذ ينزل الله تعالى نصره، ويغضب الله لدينه، ويضرب بسيفه، ويطعن برمحه، ويرمي بسهمه، لا يحل لنصراني يحمل بعد ذلك اليوم سلاحاً حتى تقوم الساعة، ويضرب المسلمون أقفاهم مدبرين، لا يمرون بحضن إلا فتح، ولا مدينة إلا فتحت، حتى يردوا القسطنطينية، فيكبرون الله تعالى ويقدسونه ويحمدونه، فيهدم الله ما بين اثني عشر برجاً، ويدخلها المسلمون، فيومئذ تقتل مقاتلتها، وتقتض عذارها، ويأمرها الله فتظهر كنوزها، فآخذ وتارك، فيندم التارك. فقالوا: وكيف تجتمع ندامتهما؟ قال: يندم الآخذ أن لا يكون ازداد، ويندم التارك أن لا يكون أخذ. قالوا: إنك لترغبنا في الدنيا في آخر الزمان. قال: إنه يكون ما أصابوا منها عوناً لهم على سنين شداد، وسنين الدجال. وال: ويأتيهم آت وهم فيها، فيقول: خرج الدجال في بلادكم. قال: فينصرفون حيارى، فلا يجدونه خرج. قال: فلا يلبث إلا قليلاً، حتى يخرج. أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن.

قبل قتال المسلمين مع بني الأصفر -الروم- تكون هدنة بينهم، فيغدر الروم، ويأتوننا بثمانين راية، تحت كل راية اثنا عشر ألفاً، وعندئذ تكون الملحمة بين الفريقين ويقضي المسلمون فيها على الروم , تلك الملحمة الكبرى. وهي من أشد الحروب وأعنفها، تلك التي تنشأ بمجيء الروم بعد تسعة أشهر من معركة (هرمجدون) وقد جمعوا ملوك الروم خفية في فترة الغدر فيأتوننا في جيش جرار قوامه حوالي مليون جندي يصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: {فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفاً}.

أن تلك المعركة العنيفة بيننا وبين الروم والتي سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم "الملحمة الكبرى" تدور رحاها في (سوريا) قريباً من "دمشق" بمكان يسمى الأعماق أو دابق ويكون مقر قيادة المهدي في (الغوطة) قرب دمشق. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: {فسطاط المسلمين يوم الملحمة الكبرى بأرض يقال لها الغوطة فيها مدينة يقال لها دمشق خير منازل المسلمين يومئذ}.

ستكون المقتلة عظيمة في نزال متواصل لمدة أربعة أيام لا تهدأ فيها السيوف إلا بليلٍ يحجز بينهم وبنهاية اليوم الرابع تتمخّض الحرب عن النتائج الآتية:

ينهزم الروم هزيمة منكرة لم يروا مثلها ويُقتل منهم أعداد عظيمة لا يعلمها إلا الله، فيهلك معظمهم ويجعل الله الدائرة عليهم.
ينصر الله تعالى عبد المهدي (محمد بن عبد الله) بعد أن يلاقي المسلمون شدةً وبلاء عظيماً وتبلغ القلوب الحناجر فيفرّ ثلث الجيش يخذل المسلمين فيخذلهم الله ولا يتوب عليهم أبداً، ويستشهد ثلث الجيش هؤلاء أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث الباقي لا يفتنون أبداً أولئك أصحاب الجنة, ويفتتح المسلمون على إثر هذه الملحمة القسطنطينية ويدخلونها دون أن يرموا بسهم أو يقاتلوا بسلاح.

الحرب الرابعة: فتح القسطنطينية ورومية (أو روما عاصمة إيطاليا).

هذا هو الفتح الذي سيخرج على إثره المسيحُ الدجّال بعد غضبته ولن يكون قتالاً بالسيف والرمح ولكن سيتم الفتح بذكر الله التهليل والتكبير لا إله إلا الله، والله أكبر.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إني لأعلم مدينة، جانب منها إلى البحر وجانب منها على البر فيأتيهما المسلمون، فيقولون: لا إله إلا الله وحده لا شريك له. فيسقط جانبها الذي إلى البر، فيفتحها المسلمون بالتسبيح والتكبير}. أخرجه الإمام مسلم، في صحيحه.

وعن عمرو بن العاص، قال: {تغزون القسطنطينية ثلاث غزوات، فأما غزوة فتكون بلاء وشدة، والغزوة الثانية يكون بينكم وبينهم صلح حتى يبني فيها المسلمون المساجد وتغزون معهم من وراء القسطنطينية، ثم ترجعون إليها، والغزوة الثالثة يفتحها الله لكم بالتكبير، فتكون على ثلاثة أثلاث، يخرب ثلثها، ويخرق ثلثها، يقسمون الثلث الباقي كيلاً}. أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن.

وذكر الإمام أبو الحسن محمد بن عبيد الكسائي، في قصص الأنبياء، قال: قال كعب الأخبار: يخرج المهدي إلى بلاد الروم، وجيشه مائة ألف، فيدعو ملك الروم إلى الإيمان فيأبى، فيقتتلان شهرين، فينصر الله تعالى المهدي، ويقتل من أصحابه خلقاً كثيراً، وينهزم، ويدخل إلى القسطنطينية فينزل المهدي على بابها، ولها يومئذ سبعة أسوار، فيكبر المهدي سبع تكبيرات، فيخر كل سور منها، فعند ذلك يأخذها المهدي، ويقتل من الروم خلقاً كثيراً، ويسلم على يديه خلق كثير.

وعن ابن حمير، قال: ليكونن لكم من عدوكم بهذه الرملة رملة أفريقية يوم يقبل الروم في ثمان مائة سفينة، فيقاتلوكم بهذه الرملة، ثم يهزمهم الله تعالى، فتأخذون سفنهم فتركبونها إلى رومية، فإذا أتيتموها كبرتم ثلاث تكبيرات، ويرتج الحصن من تكبيرتكم فينهار في الثالثة قدر ميل، فتدخلونها فيرسل الله عليهم غمامة تغشاهم فلا تنهنهكم حتى تدخلوها، فلا تنجلي تلك الغبرة حتى تكونوا على فرشهم. أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن.

وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه في قصة المهدي عليه السلام؟ قال: أخبرنا أنه ليس أحد منكم من ولد آدم غلا وقد ألم بذنب، غلا يحيى بن زكريا، فإنه لم يخط. قال: فقال إن الله عز وجل من عليكم بتوبة تطهركم من الذنوب، كما يطهر الثوب النقي من الدنس، لم يمرون بحصن من أرض الروم، فيكبرون عليه إلا خر حائطه، فيقتلون مقاتلته حتى يدخلون مدينة الكفر القسطنطينية، فيكبرون عليها أربع تكبيرات، فيسقط حائطها. قال حذيفة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إن الله عز وجل يهلك قسطنطينية ورومية، وتدخلونها، فتقتلون بها أربع مائة ألف، وتستخرجون منها كنوزاً كثيرة، ذهباً، وكنوز جوهر، تقيمون في دار البلاط. قال: دار الملك. ثم تقيمون بها سنة تبنون المساجد، ثم ترحلون منها، حتى تأتوا مدينة يقال لها مرد قاريه، فبينما أنتم فيها تقسمون كنوزها، إذ سمعتم منادياً ينادي: ألا إن الدجال قد خلفكم في أهليكم بالشام. فترجعون فإذا الأمر باطل، فعند ذلك تأخذون في اقتناء سفن، خشبها من جبل لبنان، وجبالها من نخل بيسان، فتركبون من مدينة يقال لها عكا، في ألف مركب، من ساحل الأردن بالشام، وانتم يومئذ أربعة أجناد، أهل المشرق، وأهل المغرب، وأهل الشام، وأهل الحجاز، كأنكم ولد رجل واحد، قد أذهب الله عز وجل الشحناء والتباغض من قلوبكم، فتسيرون من عكا إلى رومية، فبنما أنتم تحتها معسكرين، إذ خرج إليكم راهب من رومية، عالم من علمائهم صاحب كتب، حتى يدخل عسكركم، فيقول: أين إمامكم؟ فيقال: هذا. فيقعد إليه، فيسأله عن صفة الجبار تبارك وتعالى، وصفة الملائكة وصفة الجنة والنار، وصفة آدم، وصفة الأنبياء عليهم السلام، حتى يبلغ إلى موسى عليه السلام، فيقول: أشهدكم أن دينكم دين الله، ودين أنبيائه، ولم يرض ديناً غيره. ويسأل: هل يأكل أهل الجنة ويشربون؟ فيقول: نعم. فيخر الراهب ساجداً ساعة، ثم يقول: ما ديني غيره، وهذا دين موسى، والله عز وجل أنزله على موسى عليه اللام، وإن صفة نبيكم عندنا في الإنجيل البرقليط صاحب الجمل الأحمر، وأنتم أصحاب هذه المدينة، فدعوني أدخل إليهم فأدعوهم، فإن العذاب قد أظل عليهم. فيدخل، فيتوسط المدينة، فيصيح: يا أهل رومية، جاءكم ولد إسماعيل بن إبراهيم، الأمة الذين تجدونهم في التوراة والإنجيل، نبيهم صاحب الجمل الأحمر، فأجيبوهم وأطيعوا. فيثبون إليه فيقتلونه، فيبعث الله عز وجل إليهم ناراً من السماء، كأنها عمود، حتى تتوسط المدينة، فيقوم إمام المسلمين، فيقول: يا أيها الناس، إن الراهب قد استشهد}. وذكر باقي الحديث. أخرجه الإمام أبو عمرو عثمان بن سعيد المقري، في سننه.

وعن عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: {تكون بين الروم وبين المسلمين هدنة وصلح}. فذكر الحديث، وفي آخره: {ويحيط المسلمون بمدينة الكفر ليلة الجمعة بالتحميد والتكبير والتهليل إلى الصباح، ولا يرى فيهم نائم ولا جالس. فإذا طلع الفجر كبر المسلمون تكبيرة واحدة، فيسقط ما بين البرجين، فيقول لهم الروم: إنما كنا نقاتل العرب، الآن نقاتل ربنا، وقد هدم لهم مدينتنا، فيمكنون بأيديهم، ويكيلون الذهب بالأترسة، ويقتسمون الذراري، ويتمتعون بما في أيديهم ما شاء الله، ثم يخرج الدجال حقاً، ويفتح الله القسطنطينية على أيدي أقوام هم أولياء الله تعالى، يرفع الله عنهم الموت والمرض والسقم، حتى ينزل عيسى ابن مريم عليه السلام، فيقاتلون معه الدجال}. أخرجه الإمام أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن.

وعن كعب الأخبار، رضي الله عنه قال: أنصار الله ينصر يوم الملحمة الكبرى أهل الإيمان، ولا غش فيهم، يفتحها الله عز وجل عليهم. ثم يسيرون فيدخلون أرض الروم، فلا يمرون بحصن إلا استنزلوه، ولا بأرض إلا دانت لهم، حتى ينتهوا إلى الخليج. فييبسه الله عز وجل لهم، حتى تجوز الخيل. ثم سيرون حتى ينزلوا على القسطنطينية، فيقاتلونهم، فيقعدون عليهم يوماً، حتى يروا حائطها، فيكبرون تكبيرة، فيضع الله عز وجل لهم ما بين برجين، حتى ينهضوا إليها، ولا يدخلوها حتى يعودوا ليها في اليوم الثاني، فيفعلون مثل ذلك اليوم الأول، ثم يعودون في اليوم الثالث، حتى ينتهوا إلى حائطها‎، فيكبرون تكبيرة يضع الله تعالى لهم ما بين برجين، ثم ينهضون إليها، فيفتحها الله تعالى عليهم. فبينا هم على ذلك، فيأتيهم آت من الشام، فيخبرهم أن الدجال قد خرج، فلا يفزعنكم ذلك، فإنه لا يخرج لسبع سنين بعد فتحها، فخذوا واحتملوا من غنيمتها. أخرجه الإمام أبو عمرو عثمان بن سعيد المقري، في سننه.

عن حذيفة بن اليمان، رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قصة المهدي عليه السلام، وفتحه لرومية، قال: {ثم يكبرون عليها أربع تكبيرات، فيسقط حائطها، وإنما سميت رومية، لأنها كرمانة من كثرة الخلق، فيقتلون بها ستمائة ألف، ويستخرجون منها حلى بيت المقدس، والتابوت الذي فيه السكينة، ومائدة بني إسرائيل، ورضاضة الألواح، وعصا موسى، ومنبر سليمان، وقفيزين من المن الذي أنزل الله على بني إسرائيل، اشد بياضاً من اللبن. قال حذيفة، قلت: يا رسول الله، كيف وصلوا إلى هذا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن بني إسرائيل لما اغتدوا وقتلوا الأنبياء بعث الله بخت نصر فقتل بها سبعين ألفاً، ثم إن الله تعالى رحمهم، فأوحى الله عز وجل إلى ملك من ملوك فارس، أن سر إلى عبادي بني إسرائيل، فاستنقذهم من بخت نصر، وردهم إلى بيت المقدس، مطيهين له أربعين سنة، ثم يعودون، فذلك قوله عز وجل في القرآن: {وإن عدتم عدنا} إن عدتم في المعاصي عدنا عليكم بشر من العذاب، فعادوا، فسلط عليهم طياليس ملك رومية، فسباهم، واستخرج حلي بيت المقدس والتابوت وغيره، فيستخرجونه ويردونه إلى بيت المقدس، ثم يسيرون حتى يأتوا مدينة يقال لها طاجنة، فيفتحونها، ثم يسيرون حتى يأتوا مدينة يقال لها القاطع، وهي على البحر الذي لا يحمل جارية - يعني السفن - فيه". قيل: يا رسول الله، ولم لا يحمل جارية؟ قال: "لأنه ليس له قعر، وإن ما ترون من خلجان ذلك البحر، جعله الله عز وجل منافع لبني آدم، لها قعور فهي تحمل السفن". قال حذيفة: فقال عبد الله بن سلام: والذي بعثك بالحق، إن صفة هذه المدينة في التوراة، طولها ألف ميل، وعرضها خمسمائة ميل. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لها ستون وثلاثمائة باب، يخرج من كل باب مائة ألف مقاتل، فيكبرون عليها أربع تكبيرات، فيسقط حائطها، فيغنمون ما فيها، ثم يقيمون فيها سبع سنين، ثم يقفلون منها إلى بيت المقدس، فيبلغهم أن الدجال قد خرج في يهودية أصبهان}. أخرجه الإمام أبو عمرو المقري، في سننه.

وعن زياد بن ربيعة الفارسي، قال: يسير منكم جيش إلى رومية فيفتحونها، ويأخذون حلية بيت المقدس، وتابوت السكينة، والمائدة، والعصا، وحلة آدم، فيؤمر على ذلك غلام شاب، فيردها، إلى بيت المقدس. أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن.

روى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {سمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب في البحر؟ قالوا: نعم يا رسول الله قال: لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفاً من بني إسحاق فإذا جاءوها نزلوا فلم يقاتلوا بسلاح ولم يرموا بسهم. قالوا: لا إله إلا الله والله أكبر. فيسقط أحد جانبيها. قال ثور – راوي الحديث-: لا أعلمه إلا قال: الذي في البحر. ثم يقولوا الثانية لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط جانبها الآخر، ثم يقولوا الثالثة لا إله إلا الله والله أكبر فيفرّج لهم فيدخلوها، فبينما هم يقتسمون المغانم إذ جاءهم الصريخ فقال: إن الدجّال قد خرج فيتركون كلّ شيء ويرجعون}.

وبنو إسحاق هم الروم وهم من سلالة العيص بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام. فهم أولاد عم بني إسرائيل وهو يعقوب بن إسحاق. فبنو إسحاق المذكورون في الحديث هم الروم الذين أسلموا بعد معركة (هرمجدون). قال الحافظ ابن كثير: (وهذا يدل على أن الروم يسلمون في آخر الزمان ولعل فتح القسطنطينية يكون على يدي طائفة منهم كما نطق به الحديث المتقدم).

ومعلوم أن بلاد الروم اليوم هي أوربا وقلبها إيطاليا، وقد بشّرنا رسولنا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنّا سنفتح رومية، عاصمة النصرانية اليوم، بعد أن فتح المسلمون عاصمتها الأولى، القسطنطينية. قد كان هذا في عهد محمد الفاتح أما القسطنطينية التي ستفتح في عهد المهدي فهي رومية أو روما عاصمة إيطاليا.


الحرب الخامسة: قتال اليهود و الدجّال:

وبتعبير أدق قتال ثُلُث اليهود، لأن ثلث اليهود سوف يَهلكون على يد السفياني وثُلُث الآخر في معركة هرمجدون، ومن بقي من اليهود سيحتاجون إلى سبعة أشهر لدفن جميع الجنود الموتى في تلك المعارك.

يهلك ثُلُثُ اليهود في معركة (هرمجدون) ويتولى المسلمون بقيادة المهدي القضاء على الثلث الباقي ويكون ذلك بعد فتح المسلمين القسطنطينية وظهور الدجال اللعين ملك اليهود.

وتفصيل ذلك أن اليهود ينتظرون مسيحهم المخلص أو ملكهم العبقري الذي سيخلصهم من تلك الأمم الفاسدة (وهم مَنْ سوى اليهود من سكان الأرض) كما يظنون وهم يعتقدون أن ظهوره سيكون قبل عام 2022 ميلادية تبعا لدورة المذنب هالي كما سنرى لاحقاً.

فعندما يظهر الدجّال في الوقت الذي قدره الله ويسيح في الأرض أربعين يوماً يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وباقي أيامه كأيامنا كما سنفصل في الباب الدجّال - بإذن الله - فينزل عيسى بن مريم من السماء فيقتل الدجال فينهزم حينئذ أتباعه وكلهم من اليهود ويفرّون ويختبئون من المسلمين وراء الأحجار والأشجار فلا تمهلهم الأحجار والأشجار أن تدل عليهم وتُوشي بهم وكأنها قد ضجت من ريح كفرهم النتن وقتلهم الأنبياء بغير حق وزهم أيديهم الملطخة بدماء الأبرياء والولدان والشيوخ والنساء.

فتنادي الأحجار والأشجار بصوت مسموع –ويا لله العجب- يا مسلم يا عبد الله يا موحد هذا يهودي مختبئ خلفي فتعال فاقتله، إلا ما يكون من شجر الغرقد وهو من شجر اليهود. سبحان الله.

فقتال المسلمين اليهود سيكون بعد نزول عيسى عليه السلام وقتل الدجال وجاء في رواية لأحمد عن جابر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {… حتى إن الشجر والحجر ينادي: يا روحَ الله هذا يهودي فلا يترك ممن كان يتبعه – أي الدجال – أحداً إلا قتله}.


المهدي في نبوءة أهل الكتاب :

دراسات وأبحاث الغربيين، التي تتناول النبوءات التوراتية والإنجيلية، الخاصة بأحداث النهاية، تبيّن بأن اليهود والنصارى، أكثر إيمانا ويقيناً، من عامة المسلمين، بحتمية ظهور المهدي، وانتصاره في كافة حروبه، واتخاذه للقدس عاصمة لملكه، وامتداده لمساحات شاسعة من الأراضي. ويعلم الغربيون يهودا ونصارى، مما جاء في كتبهم، أن هناك قائد مسلم كبير، هو نفس الأمير العربي والشرقي، الذي سيولد في الجزيرة العربية، وأن هذا القائد سينتصر في حروبه، موحدا بذلك جميع دول العالم الإسلامي، ومن ثم سيجتاح أوروبا كاملة، بجيوشه الجرارة البالغة في نَصٍّ ( 1 ) مليون، وفي نص آخر ( 200 ) مليون مقاتل، مسببا سقوط الحضارة المسيحية اليهودية واندثارها.

لذلك تجد الغرب يسعى حثيثاً، لوأد أية بادرة تلوح في الأفق، لإحياء الخلافة الإسلامية. ولأنهم يعلمون بأن النهاية قد اقتربت، ويعتقدون بأنه سيقود تحالفاً عسكرياً ضد الغرب، ينجم عنه دمار الحضارة الغربية برمتها، فهم يتوقعون ظهوره في أي لحظة، ويخشون أن يظهر وأن تقوى شوكته، وهم في غفلة من أمره، فلذلك تجدهم يُحاولون تجنيد العالم بأسره، ضد ما يُسمّونه بالإرهاب الإسلامي، خوفا من ذلك المصير المشؤوم الذي ينتظرهم، عند ظهور أمره.

وهم يسمونه في كتبهم:

الغصن.
الأمين الصادق.
الحمل.
الفارس الأبيض.

نصوص التوراة والإنجيل في المهدي:

[قد أقبل الله من أدوم (الأردن)، وجاء القدّوس من جبل فاران (مكة)، غمر جلاله السماوات، وامتلأت الأرض من تسبيحه، إن بهاؤه كالنور، ومن يده يومض شعاع ، وهناك يحجب قوّته. يتقدّمه وبأ، والموت يقتفي خطاه. وقف وزلزل الأرض، تفرّس فأرعب الأمم، اندكّت الجبال الأبدية، وانهارت التلال القديمة، أما مسالكه فهي منذ الأزل، لقد رأيت خيام كوشان تنوء بالبلية، وشُقق أخبية ديار مديان ترجف رعباً] سفر التثنية،(3 : 3-13).
عبارة (جاء القدّوس)، تُشير إلى عودة الدين، وعبارة (من جبل فاران)، تُحدّد مكان ظهور المهدي، وهي جبال الجزيرة العربية، أما عبارة (قد أقبل الله)، فتعني قدوم شيء من أمر الله، كالبعث أو الملك المنتظر، وعبارة (من أدوم) أي من الأردن، تُشير إلى الجهة التي سيأتي منها البعث، أو التي سيأتي منها المهدي لدخول القدس، وعلى ما يبدو أن هذا النص، جاء ليُفسّر ويُفصّل النبوءة، التي جاءت على لسان موسى عليه السلام [وأتى من ربوات القدس، وعن يمينه نار شريعة لهم]، وتؤكد أن المهدي، سيظهر في مكة، ومن ثم سينتقل إلى القدس، ليُعيد للإسلام مجده وبهاءه، وليبدد بنوره، عصورا من ظلام القلوب والعقول.

[فأصغ يا يهوشع رئيس الكهنة، أنت وسائر رفاقك الكهنة الجالسين أمامك، أنتم رجال آية (أَيْ: شهود) وها أنا آتي بعبدي الذي يُدعى الغصن] (3: 8).
[هكذا يقول الرب القدير: ها هو الرجل الذي اسمه الغصن، ينبت من ذاته (وفي الترجمة الثانية: ومن مكانه ينبت)، ويبني هيكل الرب (أي يقيم الدين). هو الذي يبني هيكل الرب ويتجلّل بالمجد، ويكون ملكا وكاهنا في آن واحد (أي خليفة قائم بأمر الدين والدنيا)، فيجلس ويحكم على عرشه، فيعمل بفضل مشورة رتبتيه (أَيْ: الملك والكهانة)، على إشاعة السلام بين قومه. ويتوافد قوم من بعيد ليبنوا هيكل الرب] (6: 12-15).
وهذا الرجل، غصن من شجرة محمد عليه الصلاة والسلام، وينبت في نفس المكان أي من جزيرة العرب، التي يُسمّونها في التوراة، جبال فاران .

ملك القدس المنتظر، الذي تُخبر عنه توراة اليهود، هو المهدي:
[ابتهجي جدا يا ابنة صهيون، واهتفي يا ابنة أورشليم، لأن هو ذا ملكك مُقبل إليك. هو عادل ظافر، ولكنّه وديع راكب على أتان. وأستأصل المركبات الحربية من أفرايم، والخيل من أورشليم، وتبيد أقواس القتال، ويشيع السلام بين الأمم، ويمتدُّ ملكه من البحر إلى البحر، ومن نهر الفرات إلى أقاصي الأرض] (9: 9-10).
يقول اليهود أنه الملك الرب، ويقول النصارى أنه عيسى عليه السلام وقد تحقق ذلك، والحقيقة أن هذه النبوءة مستقبلية، ولم تتحقق لغاية الآن ، فصاحبها هو المهدي، الذي سيقهر كل خصومه، ومن ثم يشيع السلام والأمن. على امتداد ملكه الموصوف بالنص، وهذا مما يجعل أي صحوة إسلامية، تدبّ الرعب في قلوبهم الفزعة

[ثمّ سمعت صوتاً، … ، يقول: هلّلويا ! فإن الرب الإله القادر على كل شيء، قد مَلَك، لنفرح ونبتهج ونمجّده، فإن عرس الحمل، قد حان موعده، وعروسه قد هيّأت نفسها، ووهب لها أن تلبس الكتان الأبيض الناصع، والكتان يرمز إلى أعمال الصلاح التي قام بها القدّيسون] (19: 6-10).
[ثم رأيت السماء مفتوحة، وإذا حصان أبيض يُسمّى راكبه "الأمين الصادق"، الذي يقضي ويحارب بالعدل. … وكان الأجناد الذين في السماء، يتبعونه راكبين خيولا بيضاء، … ، وكان يخرج من فمه سيف حادّ، ليضرب به الأمم، ويحكمهم بعصا من حديد… ] (19: 11).
تُخبر النبوءة عن المهدي (الحمل) وعروسه (القدس)، وجيوشه (الأجناد)، وانتصاراته في حروبه التي سيخوضها.

وعن كعب الأخبار، رضي الله عنه قال: إني لأجد المهدي مكتوباً في أسفار الأنبياء، ما في حكمه ظلم ولا عنت.


نبوءات القديس نوستراداموس:

"من الجزيرة العربية السعيدة … سيولد قائد مسلم كبير … يهزم إسبانيا ويحتل غرناطة … يصد المسلمون الصليب … يخون البلاد واحد من قرطبة " (5-55).
"أمام الأمير العربي، بعد الحرب الملكية الفرنسية … تسقط مملكة الكنيسة في البحر … يأتون من جهة فارس مليونا … حين يستولي الشيطان على مصر واستنبول" (5-25).
"سيُغادر الشرقي مقرّه يجتاز جبال الابينين ويدخل فرنسا يعبر الثلوج الخالدة (جبال الألب) ويضرب كل واحد بعصاه" (2-29).
"سيجري كسب المعركة البحرية ليلا … يكون ذلك خراب الغرب … سيكون ثمة ميثاق أحمر، تتلطخ الكنيسة بالدم … يشهد المهزوم إفلات النصر منه ويستشيط غضباً" (9-100).
"قريبا من نهر التيبر، تُهدّد آلهة الموت … بعد فيضان عظيم بقليل … يقع البابا في الأسر … يحرقون القصر والفاتيكان" (2-93).
"إمبراطورية الهلال (المسلمون)، وإيطاليا المسالمة (النصارى) … يتحدّ فيهما الحُكمان، على يد ملك العالم المسيحي (المسيح عليه السلام) … " (4-77).
هذا النص، يؤكد عملية تسلّم عيسى عليه السلام للحكم من المهدي، أما النصارى فليس لديهم استعداد، لطرح أي تساؤل عن سبب اتحاد المسلمين (الكفار غير المؤمنين بألوهية المسيح) والنصارى ؟ ولماذا يتنازل خليفة المسلمين، عن مقاليد الحكم للمسيح عليه السلام، بعد أن يكون قد فرض سيطرته على العالم بأسره ؟ ولماذا لا يصلبه المسلمون، وهم المتوحشون والغادرون والقتلة والقساة والإرهابيون، كما صلبه اليهود المساكين الضعفاء ؟


حروب أخرى للمهدي:

سيقاتل المسلمون بعد ذلك من بقي على ظهر الأرض من الكفار، لأن عيسى عليه السلام سينزل فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية فلا يقبل إلا الإسلام أو السيف وغالباً ستكون حروباً سهلة فيفتتحون خوزاً وكرمان ويُسمَّون أيضاً (الترك) وفي أيامنا هم أهل الصين وروسيا واليابان ومنغوليا ومن على شاكلتهم.

وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفاً دقيقاً كأنه رآهم فقال: "تقاتلون خوزاً وكرمان من الأعاجم حمر الوجوه".

فطس الأنوف

صغار الأعين

عراض الوجوه كأن وجوههم المجانُّ المُطْرقة (أي التروس المستديرة)

ينتعلون الشعر

ويلبسون الشعر.

ويتحقق حينئذ وعد الله الذي لا يخلف وعده بأن يَعّم الإسلامُ أرجاء المعمورة كلها وتهلك الملل كلها إلا الإسلام ويُقطع دابر الذين كفروا والحمد لله رب العالمين.

قال تعالى: {هو الذي أرسل رسُوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كُلّه ولو كره المشركون} الصف 9.

وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، في قصة المهدي، قال: ويتوجه إلى الآفاق، فلا تبقى مدينة وطئها ذو القرنين إلا دخلها وأصلحها، ولا يبقى جبار إلا هلك على يديه، ويشف الله عز وجل قلوب أهل الإسلام، ويحمل حلى بيت المقدس في مائة مركب تحط على غزة وعكا، ويحمل إلى بيت المقدس، ويأتي مدينة فيها ألف سوق، في كل سوق مائة دكان، فيفتحها، ثم يأتي مدينة يقال لها القاطع، وهي على البحر الأخضر المحيط بالدنيا، ليس خلفه إلا أمر الله عز وجل، طول المدينة ألف ميل، وعرضها خمس مائة ميل، فيكبرون الله عز وجل ثلاث تكبيرات، فتسقط حيطانها، فيقتلون بها ألف ألف مقاتل، ويقيمون فيها سبع سنين، يبلغ الرجل منهم تلك المدينة مثل ما صح معه من سائر بلاد الروم، ويولد لهم الأولاد، ويعبدون الله حق عبادته، ويبعث المهدي، عليه السام، إلى أمرائه بسائر الأمصار بالعدل بين الناس، وترعى الشاة والذئب في مكان واحد، وتلعب الصبيان بالحيات والعقارب، لا تضرهم بشيء ويذهب الشر، ويبقى الخير، ويزرع الإنسان مداً يخرج سبعمائة مد، كما قال الله تعالى: {كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة، والله يضاعف لمن يشاء}، ويذهب الربا والزنا وشرب الخمر والريا، وتقبل الناس على العبادة والمشروع والديانة، والصلاة في الجماعات، وتطول الأعمار، وتؤدي الأمانة، وتحمل الأشجار، وتتضاعف البركات، وتهلك الأشرار، وتبقى الأخيار، ولا يبقى من يبغض أهل البيت، عليهم السلام. ثم يتوجه المهدي من مدينة القاطع إلى القدس الشريف، بألف مركب، فينزلون شام فلسطين بين عكا وصور وغزة وعسقلان، فيخرجون ما معهم من الأموال، وينزل المهدي بالقدس الشريف، ويقيم بها إلى أن يخرج الدجال، وينزل عيسى ابن مريم عليه السلام فيقتل الدجال.

وعن حذيفة بن اليمان، رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {غزا طاهر بن أسماء بني إسرائيل، فسباهم وسبا حلي بيت المقدسي، وأخرقها بالنيران، وحمل منها في البحر لفاً وتسعمائة سفينة حلي، حتى أوردها روية}.

قال حذيفة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {ليستخرجن المهدي ذلك حتى يرده إلى بيت المقدس، ثم يسير ومن معه حتى يأتوا خلف رومية، مدينة فيها مائة سوق، في كل سوق مائة ألف سوقي، فيفتحونها، ثم يسيرون حتى يأتوا مدينة يقال لها القاطع، على البحر الأخضر المحدق بالدنيا، ليس خلفه إلا أمر الله تعالى، طول المدينة ألف ميل، وعرضها خمسمائة ميل، لها ثلاثة آلاف باب، وذلك البحر لا يحمل جارية السفين

جارية السفينة، لأنه ليس له قعر، وكل شيء ترونه من البحار إنما هو خلجان من ذلك البحر، جعله الله تعالى منافع لابن آدم} الحديث هنا عن قارة أمريكا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {فالدنيا مسيرة خمسمائة عام}. أخرجه الحافظ أبو نعيم، في مناقب المهدي.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ليبلغنّ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعزّ الله دين الإسلام وذلاً يذل به الكفر}.

وفي رواية في مسند أحمد عن المقداد بن الأسود: {لا يبقى على وجه الأرض بيت مدر ولا وبر إلا دخلته كلمة الإسلام}.

كتبه راجيا عفو ربه " أبو زياد المالكي " المغربي

مراجعة اضافة وتعديل العبد الفقير راجيا عفو ربه "حسن العوامي